أخيرا اجتمعت الطلبة و احتمت تحت راية الدفاع عن الحقوق و الحريات و بان من فينا الرجعي و الفاسد .بعد توتر كلي للجّو و بعد أن عشنا تحت تهديدهم و محاولتهم للسيطرة علينا , خضعت فئة قليلة للجهلهم المقدس و ذلك بغاية سياسية ليس أكثر ففي يوم الاربعاء 25 أفريل عشنا أكثر الاحداث رعبا و فزعا , بعد أن تحول الاخوان السلفيون كعادتهم بعد صلاة العشاء الى الحديقة العمومية للجهاد كما يزعمون قامت فتاة بارتداء اللباس التقليدي التونسي واضعة السائد على وجهها بهدف عدم الكشف عن هويتها ثم تحولت الى مكان الاخوان و قامت بالرقص متعمدة بسبب خنق الطلبات و اعتبارهم مصدر للفاحشة و النظر اليهم كجسد ناجس . طفح كيل السلفيون ككل ليلة و لو أنه لا يتوجب عليهم ذلك يبدؤون بالهدوء و الموعضة الحسنة ثم ينتهون الى التهديد فتعالت أصوات التكبير و التكفير و أصبحوا الاخوان ممثلي صوت الله في المبيت يرددون الاحاديث النبوية على أوزان الدّال في التحليل النفسي و ليس كمصطلحات , قام أحد الطلبة من جهات الشمال الغربي "جندوبة" ردد كما يقال في المباراة الكرة لا صوت يعلوا فوق صوت الجماهير , تجمعوا الاخوة السلفين مكفرين الطالب ترى في أعينهم كل مظاهر العنف و التطرف . فر الطالب المكّفر و تحول المبيت الى ساحاة كرّ و فرّ و في الاخير انتهت بخلع أحد الغرف من قبل نفس الشاب السلفي الذي حاول تعنيفي رافعا سكينا , حاولنا الاتصال بالشرطة لكن الادراة لم تكن في الخدمة مستنكرة أفعال الظلامين فينا . في اليوم الموالي نزل أغلبية الطلاب الى الحديقة المحرمة , اتخذنا من الفن سلاحا , تمسكنا بوعينا و لم نستسلم لاستفزازهم أمرونا بالسكوت وقت صلاة العشاء فاستجبنا , ثم عدنا الى أجواءنا التي لونت جدران المبيت بعد أن طغى عليه سوادهم .كرروا استفزازنا و لم يفلحوا عندها أمرونا بمغادرة الحديقة بعد فتوى تحرم علينا البقاء فيها , لم نخضع فبادر أحدهم قائلا ' والله كان فيبالكم تحاربوا فينا أنتم غالطين ...أنتم تحاربوا في الله ' الحمد الله على نعمت العقل طالب يدعم فكرة غضب دعاة الله بغضب الله ؟ فمن الرجعي و الظلامي و من يقترف خطأ فادحا في حق ديننا الحنيف . لم نكترث لهم , هتفنا مرددين بأناشيد الحضرة التونسية و النوبة جزء لا يتجزأ من ففنا . هجموا علينا كهجم التتار و نعتونا بأبشع الكلام , واضحة قراءتهم الخاصة للحقوق و الحريات التي حرموها و رفضوا التعامل بها في مجتمع مدني و أصبح فرضهم قبلها , نحاول التناقش معهم يرفضون و يتحججون بأننهم لا يمكنهم اقناعنا الى بعد محاولات متكررة .لاحظوا اسلاموّية تصرفاتهم بل عينوا امام أعطوا دروسا و فتاوي متعددة , أصبحوا يقولونها بالعلانية أنهم هم الوحدين المتبعين المنهج الصحيح لا يقبلون باسلام الا اسلامهم و لو ان لم نتدخل في شؤونهم .يخشون الحرية و الحداثة لان الحداثة تساوي عندهم ممارسات جنسية هؤلاء عبيد نصف جسدهم السفلي و هم لا يكرهونها بل يعتقدون دائما ان أخواتهم و أمهاتهم ان كنّ حدثيات سيكنّ بالضرورة عاهرات . أتعجب من من يمثلون البرولتاريا في المجتمع يخضعون الى هذا النوع من التفكير و أحيانا أشك من أنها دمغجة من طوائف سياسية متأسلمة خاصة عندما تنشر عديد الكتب باهضة في الثمن مجانا التي يعجز الطالب على شراءها , بل يقولون نحن السلفية الجهادية .أنا مع تسيس الجامعة لكنني ضّد تحزيبها و تحدث تجاوزات عندما لا يحترمون مبادءى الادراة في المبيت بسبب أنها غير مشّرعة من عند الله . أصبحوا يمثلون خطرا على استقرارنا خاصة عندما يححلون تعنيفنا و اهدار دمائنا متحجّجين بالحديث النبوي للرسول صلى الله عليه و سلم "من رأى منكم منكر فليغيره بيده" . لكن حذاري ان فلح الشيوخ في دمغجتهم فلن يفلحوا في التأثير علينا لان الحديث منقوص و بقيته "فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الايمان" حتى في علم الفقه لا نفسر مصطلح بيده بالعنف لانه ليس هنالك مبّررا للعنف لانه باطل و ما بني على باطل فهو باطل . لذلك أرى أنه واجب وضع حد لهؤلاء احتراما للدين و الجامعة معا .عندما لم يفرقوا بين الدين و السلطة دنست حرمة المدينة في عهد يزيد ابن معاوية و أهدرت حرمة مكة في عهد الملك ابن مروان فأباحت دماء المسلمين و أموالهم و أعراضهم ,فقتل الرجال و نهبوا الاموال و هتكوا أعراض النساء و فضوا بكارى العذارى و ضربت الكعبة بالمنجقين مرتين و سمحوا لافراد السلطة و جنودها بدخول مسجد الرسول بخيولهم كما جاء في كتاب المستشار محمد السيد العشماوي .نرى مقاربة بين ما يحدث في المبيت و ما حدث قبل .لن أخضع لكم , لم يخلف النبي محمّد نبيا اخر بعده ولم يوصى و لم يستخلف وقال صلى الله عليه و سلم "أنتم أعلم بأمور دنياكم".فالخلاف سياسي بشري مصبوغ بالدين خارج عن أمر الله و الجماعة .السلطة شيء و الدين شيء فلا دخل بينهما